الدار البيضاء (كازابلانكا)
• كازابلانكا (أو بإسم التحبّب: كازا) هي الكلمة الأجنبية لمدينة الدار البيضاء المغربية، أكبر مدينة في دولة المغرب وهي أيضًا أكبر مدينة في المغرب العربي كله (المغرب، الجزائر، تونس وليبيا)، وثالث أكبر مدينة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وتأتي ترتيبًا بعد مدينتَيّ لاغوس والقاهرة.
• كانت تُعرف مدينة "الدار البيضاء" بإسم آنفا قديمًا؛ واكتسبت تسمية "الدار البيضاء" من البرتغاليين الذين أسموها "كازا برانكا" بعد أن شاهدوا بيتًا أبيضَ في المدينة، وبعد قدوم الإسبان سمّوها "كازابلانكا"؛ أطلق عليها المغربيون إسم "كازا" اختصارًا وتحبُّبًا، وتمّت تسمية "كازابلانكا" بـ "الدار البيضاء" في حكم السلطان العلوي "سيدي محمد بن عبدالله".
• سكانها الذين يبلغ عددهم أكثر من ٨ ملايين نسمة يرون كل صباح مياه المحيط الأطلسي التي تحدّ دولة المغرب من غربها، هذا النمو السُكانيّ هو أمر كبير جدًا؛ فعند إنشائها في عام 1906م لم يتجاوز تعداد "الدار البيضاء" السُكاني 20.000 نسمة، بينما يُشكل تعدادها السكاني اليوم ما يُقارب 12٪ من إجمالي عدد سُكان دولة المغرب.
• حاضرة كبيرة تجمع مدينتين اثنتين: الدار البيضاء والمحمدية ومحافظتين أخريين، وكلهم سوية يُسمّون: الدار البيضاء الكبرى.
• مناخها معتدل، حيث يصل معدل الحرارة السنوي إلى ١٨ درجة، وهي تتأثر بالمؤثرات البحرية مثل الرطوبة والرياح، اللذين يساعدان على تلطيف الحرارة في فصل الصيف واعتدالها في الشتاء.
• إنها مدينة شجر النخيل العالي والبيوت البيضاء، وهي لؤلؤة حقيقية لا تشبهها مدينة أخرى في العالم.
• لا تتوقف خصوصية هذه المدينة الكبرى عند كونها أجمل مدن الساحل المغربي المطلة على المحيط، بل هي العاصمة الإقتصادية للبلاد ومطارها الأكبر والأهم في البلاد وميناؤها الأهم في أفريقيا كلها.
• تُشير الدراسات التاريخيّة إلى أنّ أول تاريخ لمدينة "الدار البيضاء" يعود إلى ما يُقارب ألف سنة قبل الميلاد، وأشارت العديد من البحوث والإستكشافات الأركيولوجيّة عن وجود آثار قديمة تعود إلى سكان سكنوا المنطقة قديمًا.
• أهم الشعوب التي سكنت المنطقة الفينيقيون، والرومان، والبربر، وفي عهد الدولة القرطاجية كانت المدينة مركزًا تجاريًا هامًا، بينما كانت المدينة عاصمة لدولة البورغواطيين خلال القرون الوسطى، في عام 768م أسس العرب الأمازيغ المدينة وأسموها آنفا، وتُشير بعض الدلائل أن الأمازيغ الزناتيين هم من قاموا بتأسيسها.
• في القرن الثاني عشر الميلادي كان يستوطن المدينة الأمازيغ أو البربر، وكانت المدينة مركزًا للقراصنة الذين كانوا يستولون على السفن المسيحيّة التي تعبر المحيط الأطلسي، وفي عام 1468م دمر البرتغاليون المدينة، لكنهم عادوا إليها في عام 1515م، وأطلقوا عليها اسم "كازا برانكا"، الذي يعني "الدار البيضاء"، وأعادوا بناء المدينة مرّةً أخرى.
• شهدت المدينة تدميرًا كبيرًا عُقب الزلزال الذي ضربها عام 1755م، وفي القرن الثامن عشر الميلادي تم إعادة بناء المدينة مرّةً أُخرى تحت حكم السلطان العلوي "سيدي محمد بن عبد الله" وأسماها "المدينة البيضاء".
• في عام 1907م استولى الفرنسيّون على المدينة، وبين عاميّ 1912-1956م تم تأسيس حامية فرنسية في المدينة، وشهدت المدينة خلال هذه الفترة نموًا سريعًا، وأصبحت ميناء الدولة المغربية الأول. • يتجسد المركز التاريخي للمدينة في المدينة القديمة التي يحيطها سور وعدة أبواب، أشهرها "باب مراكش".
• كما أنّ أجزاء المدينة تتضح بشكل كبير حسب الأحياء الكبيرة المعروفة فيها:
- حي "آرت ديكو" في شرق المدينة القديمة، الذي يضم المنطقة الإدارية وحديقة الجامعة العربية.
- حي بورغون في غربها ومسجد الحسن الثاني عند شاطئ البحر.
- أما قلب المدينة ففيه المدينة القديمة ومركز الأعمال وأهم الفنادق والسفارات.
- في الشرق توجد المناطق الصناعية والأحياء الشعبية، مثل حي الصفيح سيدي مومن.
• "كازابلانكا" مدينة غنية بالتنوعات والأماكن السياحية المثيرة، مثل: حديقة ياسمينة وحديقة الجامعة العربية؛ حي الأحباس وورش الصناعة التقليدية؛ ساحة محمد الخامس ذات الطابع الأندلسي بنافورتها الكبيرة التي يجتمع الناس حولها في الليل؛ متحف الفيلا والفنون؛ المدينة القديمة ووالسوق المركزية وأيضًا:
- الجامع الأبيض: هو أكبر مسجد في المغرب، ويقع في القصبة المحمدية، يتميّز هذا المسجد بلونه الأبيض الجميل، وقُربه من البحر، وهو من أبرز معالم الجذب السياحية في المغرب اليوم.
- باب مراكش: من أهم المعالم الموجودة في المدينة، وهو المعلم الوحيد الذي ما زال موجود بعد الزلزال الذي ضرب المدينة، اليوم يُمثل الباب مركزاً للسوق الشعبيّ الذي يتجمّع به الباعة والزائرين لبيع وشراء الحاجيات.
- مَتحف عبد الرحمن السلاوي: مَتحف يعرض تاريخ المغرب القديم والحديث، ويحتوي عى مجموعة كبيرة من الفنون والتاريخ المغربية النادرة، تم تأسيس المَتحف في أربعينيات القرن الماضي، ونُسِبَ إلى عبد الرحمن السلاوي، وهو رحالة ومُستكشِف مغربيّ معروف.
- برج الساعة: معلم هام يوجد في ساحة الأمم المُتّحدة بالقرب من باب مراكش، تم بناؤه في بداية القرن العشرين على يد القائد الفرنسي ديسيني، وأُعيد بناءه في عام 1994م يبلغ إرتفاع البرج 20 مترًا.
- مَتحف اليهودية: أول مَتحف في العالم العربي يُسلّط الضوء على التاريخ اليهودي خاصةً في الدار البيضاء، تم تأسيسه عام 1997م من قِبَل مؤسسة التراث اليهودي المغربي بهدف التعريف حول ثقافة المجتمع اليهودي.
- ميناء الدار البيضاء: هو أكبر ميناء في المغرب، يقع على سواحل المحيط الأطلسي، ويُشكّل مركزًا تجاريًّا هامًّا، ويستقبل البواخر والسفن من العديد من دول العالم، تم إنشاؤه في عام 1906م، ويحتوي على خمسة بوابات للدخول إليه، بالإضافة إلى السكك الحديدة لنقل البضائع التي تنقلها السفن.
- منارة العنق: من أشهر المعالم المُميّزة في المدينة، تقع على الساحل، ويبلغ ارتفاعه 16 مترًا، تم تأسيسها عام 1919م، وما زالت تقوم بعملها حتى اليوم، سُميّت المنارة بهذا الاسم نسبةَ إلى حي العنق الذي تقع فيه.
- مسجد الحسن الثاني: هو مسجد يقع على الساحل مباشرةً بالقرب من منارة العنق، يُعتبر المسجد أكبر مَعلم روحي وديني في المغرب، ويتميّز بجمال زخرفته وبنائه، بُنيَ عام 1993م بأمر من الملك الحسن الثاني، وتم إفتتاحه في ذكرى المولد النبوي الشريف.
- كنيىسة القلب المقدس: أو كاتدرائيّة الدّار البيضاء، بُنيت في عام 1930م على يد الفرنسين، صمّمها المهندس المعماري الفرنسي بول تورنان، في عام 1956م توقّفت الكنيسة عن العمل، لكنها ما زالت اليوم مركزًا ثقافيًّا، ومعلمًا سياحيًّا يقصده الزوار.
• فيها مهرجانات سنوية أهمها: مهرجان الدار البيضاء ومهرجان لبولفار للشباب الموسيقيين.
• المارينا الجديدة في كازابلانكا تضيف رونقًا وعصرية وبريقًا على الميناء القديم، والتجوال هناك بـ شارع الكورنيش لا يضاهيه شئ، وهو يشبه شكلًا رباعيًا ضلعه الأكبر شاطئ المحيط، وفي جنوبه بالضبط شاطئ عين الدياب لمن يحب السباحة والتسفع.
• عُرفت هذه المدينة طوال القرن العشرين في العالم الغربي وكانت حاضرة في الصّراعات الحربية، خصوصًا في الحرب العالمية الثانية.
• أُنتج فيلم عن هذه الفترة في المدينة واسمه "كازابلانكا" يُعدّ من أهم الأفلام الغربية في تاريخ السينما المعاصرة، وروبرت ميكي، مختصّ السيناريو الدولي، ويعتبر سيناريو هذا الفيلم أفضل سيناريو سينمائي على الإطلاق؛ وقد اشتهر هذا الفيلم لدرجة أنّ من يتحدث عن كازابلانكا أمام شخص غربيّ، فقد يسأل لأول وهلة: كازابلانكا الفيلم أم المدينة؟ بعض عشاق هذه المدينة سيقولون بثقة: الاثنان جميلان بنفس القدر.