كتب الرحالة

مشاهدة الفيديو

عن المدينة

تقع مدينة "عسير" في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية ضمن الثلاث عشرة منطقة التي حددها نظام المناطق السعودي.

تحدها من الشرق منطقتا الرياض، ونجران، ومن الجنوب منطقتا جازان، ونجران، واليمن، أما من الشمال والغرب فتجاورها منطقة مكة المكرمة.

تضم مدينة "عسير" عددًا من المحافظات أهمها: خميس مشيط، والنماص، وبيشة، ومحايل، وتثليث، وسراة عبيدة، ورجال ألمع، وأحد رفيدة، وظهران الجنوب، والمجاردة، وبلقرن، بالإضافة إلى أبها العاصمة.

تبلغ مساحتها حوالي واحد وثمانين ألف كم مربع، وتعدّ مدينة أبها العاصمة الرسميّة، والذي يتولى إمارتها الأمير "فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود"، الذي تمّ تعيينه أميرًا عليها في السادس عشر من مايو لعام 2007م، بعد ابن عمه "خالد الفيصل".

سُميت مدينة "عسير" بهذا الاسم بسبب عسرة أراضيها وكثرة الجبال العالية فيها، وهناك روايات تقول أن جميع الأسر الذين تعاقبوا على حكم منطقة "عسير" هي من "قبيلة عسير" وهم من سلالة أسر "آل المتحمي"، و"آل عائض" وإمارة "آل يزيد" الأولى.

بلغ عدد سكان منطقة "عسير" بحسب احصائيات ألفين وخمسة عشر حوالي 2,373 مليون نسمة، حيث يشكل السعوديون منهم نسبة 83%، يشكل الذكور منهم نسبة 49.9%، بينما تزيد نسبة الإناث لتصل 50.1%، وهم بالمجمل يشكلون حوالي 7.5% من سكان المملكة، كما تشهد منطقة "عسير" نموًا سكانيًا متضطردًا بمعدل سنوي يقدر ب3.8%، حسب إحصائيات عام ألف وأربعمئة وواحد وثلاثين هجري، وقدرت عدد المساكن في منطقة "عسير" بحوالي 452,057 مسكنًا.

تتميز منطقة "عسير" بتنوع تضاريسها وطبيعة مناخها، ففي الجزء الشرقي منها تمتد مساحات واسعة من السهول ينحدر منها "وادي بيشه"، و"منطقة تثليث" التي تشتهر بزراعة التمور، والخضروات، وبعض أصناف الحمضيات بفضل خصوبة تربتها بالإضافة إلى توفر المياه فيها، أما في الجهة الغربية فتقع سلسلة "جبال السروات" التي تفوق ارتفاعها الثلاثة الآلاف متر فوق سطح البحر.

تنقسم التضاريس في "عسير" إلى قسمين هما: " منطقة تهامة" التي تقع بين سلسة "جبال السراة"، وسواحل "البحر الأحمر"، حيث يوجد فيها عدد من الجبال تسمى "جبال تهامة"، منطقة "جبال السراة" المرتفعة التي تمتد إلى حدود دولة اليمن جنوبًا.

 

 

تاريخ عسير:

سكن أهل الحجاز منطقة "عسير" منذ زمن طويل، وتوجد روايات تؤكد أنّ أصول العرب الذين سكنوها كانوا سكان الحجاز الأصليين إلى أن أختفوا منها، وقيل أيضًا إنّ الأنباط كانوا من سكانها ومنها انطلقوا إلى بلاد الشام، ثمّ استوطن فيها قبائل الأزد إلى حين انهدام سد مأرب، أما حاليًا فيقطن في مدينة" عسير" قبائل عديدة لها أصول عريقة وتقاليدها الخاصة، ورغم تنوع الأصول فيها إلا أنّهم يعيشون كقبيلة متحدين في العادات، والتقاليد، والموروث.

​يعود تاريخ منطقة إلى العصر الحجرى لأكثر من مليون سنة قبل الميلاد، وقد تم استيطان منطقة "عسير" منذ أزمنة موغلة في القدم تعود إلى بواكير العصر الحجري القديم، وتحوي أراضيها الكثير من الآثار الحضارية التي تنتمي إلى الفترات الزمنية لهذا العصر.

من أبرز الحضارات التي يتوقع علماء الآثار وجودها في المنطقة الحضارة الألدوانية، والحضارة الآشولية، والحضارة الموستيرية، ونتيجة لاحتلال "عسير" موقعًا استراتيجيًا هامًا فقد كانت ممرًا لأهم الطرق التجارية البرية التي تصل جنوب الجزيرة بشمالها، ومعبرًا لكثير من الهجرات البشرية.

أسهم سكان عسير بقدر وافر في الدور الحضاري الذي شهدته الجزيرة العربية، كما شهدت العديد من الحروب والنزاعات السياسية، وخضعت لسيطرة العديد من المملك كحمير والأحباش، ومن أشهر الحروب التي عاصرتها "يوم فيف الريح"، و"يوم تثليث".​

لم تكن منطقة "عسير" معروفة وقت ظهور الإسلام بهذا الاسم وكان يطلق على أجزاء منها "السروات"، وكان تدين بعبادة الأصنام مثل باقي الجزيرة العربية في ذلك الوقت، وعقب ظهور الإسلام تأخر دخول أهل المنطقة إلى الإسلام حتى فتح مكة، بعدها بدأت الوفود في القدوم للمدينة وإعلان إسلامها حتى دانت المنطقة كلها بالإسلام.

بعد وفاة الرسول صلي اللّه عليه وسلم تمردت العديد من القبائل واتبعت ثورة "الأسود العنسي" في اليمن، إلا أن الخليفة "أبوبكر الصديق" استطاع إعادة تلك القبائل للإسلام مرة أخرى، ثم أصبحت "عسير" جزءًا من ولاية الحجاز في العهدين الأموي والعباسي، وكثرت فيها الثورات المذهبية والسياسية خلال تلك الفترة إلى جانب النزاعات القبلية، وكان أعيان القبائل هم القوة الرئيسية الحاكمة التي تدير شؤون أفرادها دون الرجوع إلى حكومة رسمية.​

​ظهر على مسرح الأحداث في منطقة "عسير" في العصر الحديث العديد من القوى التي تبادلت السيطرة على المنطقة تمثلت في الدولة السعودية الأولى، فقوات "محمد علي باشا"، ثم "أشراف الحجاز"، فحكام "عسير" المحليين، فالدولة العثمانية والأدارسة، وأخيرًا الدولة السعودية الحديثة.

في عام 1213 هـ خضعت منطقة" بيشة" لحكم الدولة السعودية الأولي، وبدأت في التوسع لتشمل باقي منطقة "عسير" حتى خضعت كاملة للدرعية في عام 1226هـ، وهو نفس العام الذي بدأت فيه جيوش "محمد علي" في القدوم إلى السعودية لإنهاء حكم الدولة السعودية الأولي، وبعد العديد من المعارك وفي عام 1230 استطاعت قوات "محمد علي" احتلال منطقة "عسير" وقتل أميرها "طامي بن شعيب"، وبعدها تبادل الأطراف السيطرة على المنطقة وأرسل "محمد علي" أكثر من حملة لاستعادة السيطرة على المنطقة.

تولى الأمير "عائض بن مرعي" الحكم في الفترة 1256 هـ استطاع فيها تحقيق الاستقرار وطرد قوات "محمد علي" من المنطقة التي فضلت الانسحاب من الجزيرة العربية بكاملها، إلا أن المنطقة اجتاحها مرض الطاعون الذي استمر لسبع سنوات، حصد خلالها جموعًا كثيرة من الناس ومن بينهم الأمير "عائض بن مرعي"، ثم سقطت "عسير" في قبضة الدولة العثمانية في عهد ابنه "محمد بن عائض"، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولي، انسحبت القوات العثمانية منها، وحاولت العديد من القوى السيطرة عليها وذلك حتى بداية الدولة السعودية الحديثة.​

​استطاع الملك المؤسس" عبدالعزيز بن الرحمن الفيصل آل سعود" ضم "بيشة" تحت لواء الدولة السعودية في عام 1338هـ وبعض المناطق التابعة لها، ورغم قيام بعض الثورات في المنطقة بزعامة "محمد بن عبدالرحمن آل عائض" إلا أنها باءت جميعها بالفشل، واستطاعت حملة بقيادة الأمير "فيصل بن عبدالعزيز آل سعود" في إخضاع المنطقة وضم" أبها" والعديد من المدن العسيرية الأخرى وسحب السلاح من أهل المنطقة، كذلك استطاع إلحاق الهزيمة بقوات "الشريف الحسين بن على" أمير الحجاز، وبذلك استطاع ضم المنطقة بشكل نهائي إلي الدولة السعودية حيث انتظمت أوضاع المنطقة ونعمت بالأمن والاستقرار، ونالت نصيبها من النهضة في كل الميادين وذلك في جميع عهود أبناء الملك "عبدالعزيز" المؤسس إلى اليوم.

 أمّا عن الأمراء الذين تولوا إمارة منطقة" عسير" منذ تأسيس المملكة فهم على النحو التالي:

- شويش بن ضويحي في الفترة ما بين 1338هـ و1339هـ.

-:عبد الله بن سويلم في الفترة ما بين 1339هـ و1340هـ.

- فهد بن عبد الكريم العقيلي لبضعة أشهر خلال العام 1340هـ.

- سعد بن عفيصان في الفترة ما بين 1340هـ و1342هـ.

- محمد بن سعد بن نجيفان لبضعة أشهر خلال العام 1342هـ.

- عبد العزيز بن إبراهيم آل إبراهيم في الفترة ما بين 1342هـ و1343هـ.

- عبد الله بن إبراهيم العسكر في الفترة ما بين 1343هـ و1352هـ.

- عبد العزيز بن عبد الله بن العسكر في الفترة ما بين 1352هـ و1353هـ.

- تركي بن أحمد بن محمد السديري في الفترة ما بين 1353هـ و1360هـ.

- سعد بن عبد العزيز آل سعود في الفترة ما بين 1360هـ و1379هـ.

- تركي بن محمد بن ماضي في الفترة ما بين 1379هـ و1385هـ.

- عبد الله بن محمد بن ماضي في الفترة ما بين 1385هـ و1392هـ.

- الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود في الفترة ما بين 1392هـ و1428هـ. و

- أخيرًا الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود الذي حكمها منذ عام 1429هـ وحتى الآن.